لأن النّجاح هو رسالة الإنسان في هذه الحياة، فإنه يصبو دائمًا إلى تغيير مساره من أجل فكرة رسخت في ذاكرته.
نداء شعبان
من طالبة تهوى العلوم والفيزياء، إلى معلمة صمّ وثقيلي سمع بالإضافة لمترجمة للغة الإشارة. كانت متطوعة في جمعية تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، وأصبحت فيما بعد الجزء المهم من هذا العالم المليء بالتحديات المنبثقة عن القوة وحبّ العمل بشغف وصبر.
نداء شعبان قدح شابة عربية من مدينة سخنين، تعيش وعائلتها في بلدة كفرمندا، أنهت المرحلة الثانوية وهي تفكر بالمنحى الملائم لمسار أكاديمي يتناسب مع ما تفضل. إذ استطاعت في نهاية المطاف التوجه لموضوع التربية الخاصة، والتخصص بموضوع الصمّ وثقيلي السّمع.
البداية، وسيرورة التّعليم:
استهلت نداء حديثها بداية خلال التّعليم بالمرحلة الثّانوية، إذ خاضت غمار التّجربة في العمل التّطوعي برفقة جمعية الدّوائر السّمعية للصمّ وثقيلي السّمع. وعليه منحتها هذه التّجربة التّعرف أكثر على عالم ساعدها باكتشاف الموضوع الذي ستباشر التّعليم فيه. حيث استطاعت بعدها الالتحاق بكلّية جوردان في حيفا والتسّجل لموضوع التّربية الخاصة باختصاص صمّ وثقيلي سمع، الأمر الذي استمر أربع سنوات من الدّراسة الجادة. وبذلك عملت على التمكّن من تطوير المهارات الشخصيّة والمهنية، بالإضافة لالتقاط الفرص المتاحة بكلّ ودٍ وسرور.
وتابعت نداء: "بعد الانتهاء من اللّقب الأوّل، وبعد التّفكير والبحث عزمت على اكمال دراستي إذ باشرت في تعلم الترجمة للغة الإشارة بجامعة بار ايلان في تل أبيب، كونه الموضوع الذي لا تتطرق إليه إلّا شريحة صغيرة جدًّا من أبناء المجتمع العربي، بالمقابل نحن بحاجة إلى مختصين في هذا المجال. وبالإضافة إلى ذلك شغفي ومحبّتي بإعطاء الفرص وتقديم العون لأي شخص بحاجة لدعم ومساعدة، مهد لي طريقًا للعمل على تحقيق المراد الذي طالما أصريت على إنجازه".
العمل، التّحديات، والكثير من المحبّة والشّغف لأصحاب الوجوه السّمحة:
في ظلّ البحث عن عمل يسير الإنسان وراء حُلمٍ جال في خاطره، وبذلك يبذل كامل جهده لتحقيق غايته، وبدايتي كانت في جمعية الدّوائر السّمعية التي منحتني الفرصة للانخراط بالعمل. وجاء هذا الشيء كوني كنت إحدى المتطوعات في صفوفها. أما الآن وبعد تحديات وجهود جمّة اتبوأ منصب مركزة برنامجي "نصنع المستقبل" و"التعليم العالي" بالوسط العربي وتحديدًا في منطقة الشمال، بالإضافة إلى ذلك أعمل في مركز الجليل في سخنين. كما أعمل أيضًا في مجال الترجمة للغة الإشارة وفي مناسبات عديدة منها: المرافق العامة، الحفلات والبرامج المختلفة.
فالتحديات كانت كبيرة وإحداها أنني شابة عربية تزاول هذه المهنة وخاصة الترجمة للغة الإشارة، إذ هناك فقط 25 شخصًا من المجتمع العربي يمارس هذا العمل. حيث كانت التحديات قاهرة لكن عزمت على تذليلها ومواجهتها بكل قوة وشغف. فلغة الإشارة تحتوي على الكثير من الأساليب والقواعد الخاصّة. التي يجهلها الكُثر في المجتمع العربيّ.
كلمة إخاء وإخلاص...
الغِمار في التّعليم بكامل المحبّة والسّعادة أوصلني إلى هنا، إلى مهنة ملؤها التميّز فقط وليس أي شعور يَعبُر تارة ويختفي تارة أخرى، لأننا نتحدث عن ثقافة للتواصل مع أشخاص سَمِحي الوجوه رائعي الفكر.