الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 02 / ديسمبر 05:02

شادي خاروف من القدس للعالم: تركت وظيفتي كمساعد للسفير التركي من أجل القفز إلى القمة.. السعي هو السر

رغدة بسيوني
نُشر: 30/07/23 10:55,  حُتلن: 19:06

مجتمعنا العربي غني بشبابه وشاباته الطموحين الذين يسعون للارتقاء بأنفسهم ومجتمعهم بكل خطوة يقدمون عليها، ويعرفون كيف يخرجون من الصّندوق بطرق إبداعيّة ومختلفة من أجل تحقيق أهدافهم ونشر رسالاتهم التي يؤمنون بها. 

تقرير جديد نسلّط من خلاله الضّوء على مُبادرة شبابيّة مُختلفة بعنوان Leap to Peak التي تهدف لخلق مجتمع مُحب ومنتمٍ لأرض فلسطين، انطلقت من القدس وتطمح أن تصل العالمية، وكان لنا حديث مع الشاب شادي خاروف المُبادر لإقامتها. 

شادي خاروف

شادي خاروف هو شاب من وادي الجوز في القدس مؤسس المنظّمة الشبابية Leap to Peak القفز إلى القمّة التي تأسست عام 2020 وتهدف لحياة صحية مليئة بالمرح والتّعمق في الذات واكتشاف ثقافات مختلفة من خلال تجارب سفر وتخييم في البلاد وخارجها وتبادل ثقافي، عمل في السابق مساعدًا للسفير التركي في القدس، ورغم مُعارضة الكثيرين إلا أنّه قرر ترك عمله من أجل اتّباع شغفه وتحقيق أحلامه، واليوم يُتابع شغفه الآلاف عبر منصّته.

البداية

يقول شادي: "البداية كانت في فترة الكورونا، عندما قرّرت الانكشاف على جانب آخر في الحياة بعيد كل البُعد عن مجال عملي، فقرّرت أن ألتحق بجامعة في نيويورك وأدرس موضوع التغذية الخضرية عن بُعد، وكنت اول فلسطيني يأخذ شهادة اختصاصية في هذا المجال من الجامعة. قرّرت بعدها أن أساعد الناس من خلال برنامج غذائي أطلقت عليه اسم "تحدّي الـ90 يومًا" ورافتهم بشكل دوري من خلال برامج غذائية قدّمتها لهم كلّ حسب احتياجاته، وارتكزت في هذا على الغذاء النباتي والمزروعات".

وتابع: "شيئًا فشيئًا بدأت ألاحظ النتائج الإيجابية والتغيير الذي طرأ على كل شخص رافقته، وردود الفعل منهم كانت رائعة للغاية، وهذا ما حمّسني ودفعني لأغوص أكثر في ذاتي وكل ما يتعلّق بالتأمّل والصّحة النفسية. وشعرت بأنّ الناس بحاجة لهذا الأمر فقرّرت أن أقيم ورشات مختلفة بدأتها بنفسي ومن ثمّ أصبحت الدائرة تتسع أكثر فأكثر بين الرياضة والتغذية الصحية والتغذية الروحية واليوغا عن طريق الانترنت، بعدها أقمت ورشة اليوغا الأولى على أرض الواقع وكانت في القدس، ذلك من أجل فحص مدى تأثيرها النفسي والشخصي والروحي على الآخرين، وأقمتها بشكل مجّاني، وللحقيقة فاجأني العدد الذي حضر، 50 شخصًا تواجدوا في الورشة الأولى وكانوا هم الشرارة الاولى للبداية الحقيقية التي من خلالها فهمت بشكل ملموس مدى حاجة الناس لمساحة لتفريغ الطاقة السلبية بدواخلهم. وردود الفعل الإيجابية منحتني القوّة والطاقة لأقيم المزيد من الورشات في هذا الموضوع، بالمقابل حرصت على تطوير ذاتي بالمجال إلى أن أصبحت مدرّبًا معتمدًا بموضوع التأمل والصحة النفسية وبدأت بتشكيل خبرتي".

وأكمل حديثه قاءلًا: "في فترة الكورونا، غالبية المصالح أغلقت أبوابها، والأوضاع المادية كانت سيئة للغاية على الجميع، بعد أن هدأت الموجة قليلا ورغم تقييدات الجائحة اقترحت على صديقي الذي يمتلك بيت ضيافة (هوستل) في نابلس أن أقيم ورشة لليوغا هناك وكانت هذه أول خطوة رسمية لي كمدرّب معتمد، قدّمت ورشات يوغا وتأمل تخللتها فعاليات كسر الجليد وتعارف والتعرف على أنماط الاكل الصحي وكانت ناجحة جدًّا رغم بعض المطبات، توالت بعدها الطلبات من عدد كبير من المشتركين بإقامة المزيد من الورشات واقترحوا أن تكون مع مبيت من أجل تواصل ذاتي أكبر والابتعاد عن صخب الحياة، ومثل طائر الفينيق الذي يحيى من الرماد انطلقنا وانطلقت LEAP TO PEAK".

وتابع: "بعد الورشات الأولية والتجارب استطعنا أن نلامس مدى تعطّش الشباب لهذه المساحة التي تمنح فرصة لكل شخص بالتواصل مع ذاته بشكل أعمق والتعرف على أشخاص مختلفين من مناطق مختلفة، ففي منظّمتنا الشبابية نسعى دومًا لتغيير نمط حياة الشباب ووعيهم تجاه أنفسهم وذواتهم، وتعميق مفهوم الحب والاحترام للجميع من منظور مختلف وبعيون مختلفة تهدف إلى توحيدنا جميعًا، بغض النّظر عن الخلفية والدين والبلد، هدفنا الاكتشاف والتواصل معًا بشكل صريح وواضح في البلاد وخارجها والاستمتاع بكل دقيقة وبصحتنا النفسية والجسدية".

الصعوبات

حول الصعوبات التي تواجه المنظمة يقول شادي: "أكثر الصعوبات التي تواجهنا هو اختلاف الهويات بين الأهالي في الداخل الفلسطيني وغزة والضّفة وصعوبة التّنقل بين المناطق، بالذات في الورشات التي نُقيمها في أراضي الداخل، إذ لا يستطيع المشتركون من مناطق الضفة المُشارَكة بجميع فعالياتنا لأنّ الأمر يتطلّب تصريحات دخول كثيرة وحتّى اليوم لا نملك القدرة الكافية لإصدارها، وحتّى في الرّحلات التي نُسافر فيها خارج البلاد يُعاني المشتركون من الضّفة بعدم مقدرتهم السّفر معنا، لعدم توفّر تأشيرات الدّخول والتصاريح اللازمة، والأصعب هو عدم مشاركة أصدقائنا في غزّة بسبب الحصار، وقلّة فقط ممن يعملون في مؤسسات دبلوماسية في غزة يسهل عليهم الخروج منها ومشاركتنا فعالياتنا وورشاتنا، الوحدة هي الحلم الأكبر، لذلك نقيم بعض الورشات في مناطق الضفة لنتمكن من ضمّ أكبر تنوّع من المُشاركين معنا، نأمل أن تبصر وحدتنا النور في كل المناطق دون قيود أو حدود".

الدعم

يقول شادي: "في البداية، عندما قرّرت ترك وظيفتي من أجل اتّباع شغفي لم يشجّعني أحد بل على العكس سمعت بعض الانتقادات "كيف ستترك وظيفة مثل وظيفتك والكثير غيرك يتمناها؟ كيف ستتدبّر أمورك؟ وغيرها"، لكنّي كنت مؤمنا بأنّ هذه الخطوة هي بداية طريقي الحقيقية لأجد فيها نفسي وأحقق ذاتي، اتّبعت حدسي وشغفي وبدأت لوحدي، لم يدعمني أحد وبدأت من الصّفر وبتمويل شخصي، خطوة وراء خطوة طوّرت من نفسي حتّى وصلت اليوم إلى ما أنا عليه مع اكتفاء ذاتي كبير، من مشروع صغير جدًّا إلى مشروع يُحاكي ويطمح للعالمية مع 14 عضوًا. ولا ننسى أنّه خلال طريق إبصار مشروعنا النور دعمتنا بعض المؤسسات من خلال توفير لنا مساحات من أجل تقديم ورشات وندوات".

وتابع: "اليوم نحن في leap to peak نحاول قدر الإمكان دعم الفنانين ومدربي يوغا محليين وإعطائهم المساحة لإبراز قدراتهم وخبراتهم والاستفادة منها لأنّنا نؤمن أنّ الدّعم والوحدة تحقّق الكثير وتصب في مصلحة المجتمع والمشتركين".

الطموح

"أطمح أن نكون الوجهة والبوصلة للتّسامح والحب، وأن تكون مساحتنا مفتوحة لكل من يريد تفريغ طاقاته السلبية وغضبه بالذات في هذه الفترة التي نعيشها والتي زادت فيها نسبة العنف من حولنا، نؤمن أن التغيير يبدأ من الداخل لذلك نسعى بأن نكون سببا في إحداث هذا التغيير في نفس كل شخص ينضم إلى ورشاتنا وأن نكون النور الذي ينطلق منه".

وأكمل قائلًا: "وطموحي الأكبر الوصول إلى العالمية وأن نكون الجهة التي تمثّل كافّة الوجهات السياحية الفلسطينية والترويج لفلسطين بكافة مناطقها من جنوبها إلى شمالها ومن بحرها إلى نهرها، مع التزامنا التام بدعم الاقتصاد المحلي في البلاد. وكوني عملت كمساعد للسفير التركي تمكّنت خلال فترة عملي من تشكيل قاعدة علاقات مع أشخاص من خارج البلاد، الأمر الذي يساعدني في الوصول لمناطق بعيدة مثل فنلندا وخوض تجارب سفر فريدة من نوعها، ونعمل على مشروع تبادل ثقافي بين البلدان واستقطاب سياح أجانب ليزوروا البلاد ويستمتعوا بجمال الطبيعة والمناخ والمدن فيها".

رسالة

وأنهى شادي كلامه برسالة قاءلًا: "آمن بنفسك، فرب العالمين خلق كل إنسان في هذه الحياة مع رسالة وعلينا أن نؤدّيها على اكمل وجه، ونحن نمثّل صورة الله على الأرض، ودرجة حبّنا لأنفسنا هي درجة حبّنا لله، لذلك لا تلق بالا لكُل من يقف ضدّك، فإذا كان لديك شغف وإيمان بأنّك ستصل إلى أي مكان في العالم حتمًا ستصل، اتّبع شغفك مهما كان وما عليك سوى السّعي من أجل تحقيق ذاتك وأحلامك الصغيرة والكبيرة. وتذكّروا الآية الكريمة " إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم" ومن يؤمن بنفسه يصل بأحلامه بعيدًا".

 

ضعوا بين العيون الشمس والفولاذ في العَصبِ سواعدكم تحقق أجمل الأحلام تصنع أعجب العَجَبِ (ت.ز)

مقالات متعلقة

.